"تلغراف": إيران ضاعفت الإعدامات بعد حرب الـ12 يوماً وتستخدم "التجسس" أداة للقمع
"تلغراف": إيران ضاعفت الإعدامات بعد حرب الـ12 يوماً وتستخدم "التجسس" أداة للقمع
كشفت صحيفة تلغراف البريطانية أن السلطات الإيرانية كثّفت استخدام عقوبة الإعدام بحق متهمين بـ«التجسس»، عقب الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، في خطوة عكست تصعيداً أمنياً وقضائياً غير مسبوق.
وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته، أمس السبت، إلى أن طهران، التي تُسجّل أصلاً أحد أعلى معدلات الإعدام في العالم، ضاعفت وتيرة الإعدامات ثلاث مرات بعد أن كشفت المواجهة العسكرية الأخيرة ما وصفته بـ«نقاط ضعف النظام».
وربطت «تلغراف» هذا التصعيد بمحاولة السلطة إعادة فرض الردع الداخلي، في ظل أزمات سياسية واقتصادية متراكمة.
أرقام قياسية منذ عقدين
استندت الصحيفة إلى إحصاءات حديثة صادرة عن موقع هرانا الحقوقي، أفادت بأن السلطات الإيرانية نفذت أكبر عدد من الإعدامات منذ ما لا يقل عن 20 عاماً.
وذكر تقرير «هرانا» السنوي، أن 1922 شخصاً أُعدموا في السجون الإيرانية خلال عام 2025، بزيادة بلغت 106% مقارنة بالعام السابق.
وأوضح التقرير أن 10 إعدامات نُفذت علناً في الساحات العامة، في مؤشر على تصعيد يهدف إلى بث الخوف والردع المجتمعي.
أحكام وتصديقات قضائية
غطّى الإحصاء الفترة الممتدة من 1 يناير حتى 20 ديسمبر 2025، وبيّن أن أحكاماً بالإعدام صدرت بحق 168 شخصاً إضافياً، إلى جانب من نُفذت بحقهم الأحكام بالفعل، كما صادقت المحكمة العليا الإيرانية على إعدام 56 آخرين.
وعكس هذا المسار القضائي تسريعاً لآليات القتل القانوني، وفق توصيف حقوقيين.
وذكّرت «تلغراف»، تحت عنوان «تصعيد القمع في إيران»، بأن طهران استخدمت الإعدامات على نطاق واسع في بدايات الثورة وخلال عقد الثمانينيات.
التجسس ذريعة للإعدام
نقلت الصحيفة عن نشطاء حقوقيين قولهم إن النظام عاد إلى تكثيف هذه السياسة بعد المواجهة مع إسرائيل، مستخدماً تهمة «التجسس» ذريعة مركزية.
وأوردت تصريحات لرئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي، قال فيها صيف العام الماضي، عقب إعدام شخص بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل، إن القضاء سيتعامل «بحزم» مع هذه القضايا.
وأضافت الصحيفة أنه منذ ذلك الحين نُفذت موجة إعدامات بحق متهمين بـ«التعاون» مع جهاز الموساد.
تعذيب واعترافات قسرية
نقلت «تلغراف» شهادة أحد أفراد عائلة سجين ينتظر تنفيذ حكم الإعدام، قال إن قريبه تعرض خلال العامين الماضيين لتعذيب متكرر، شمل الضرب، والحبس الانفرادي المطوّل، والتهديد بالاعتداء الجنسي.
عززت هذه الإفادات اتهامات متكررة باستخدام التعذيب لانتزاع اعترافات، قبل محاكمات تفتقر لمعايير العدالة.
وجاءت الحملة القمعية، بحسب الصحيفة، في وقت تشهد فيه إيران «اضطرابات سياسية» واسعة، بالتزامن مع انهيار متواصل للعملة الوطنية وتسجيلها مستويات قياسية متدنية.
عزت «تلغراف» هذا التدهور إلى الضغوط الناجمة عن العقوبات والتوترات الإقليمية، مؤكدة أن الأداء الاقتصادي تفاقم بفعل سياسة «الضغط الأقصى» التي ينتهجها دونالد ترامب، والعقوبات النفطية الجديدة، وعودة القيود المرتبطة بـ«آلية الزناد»، إلى جانب الغموض الذي يلف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة.
وخلصت الصحيفة إلى أن تصاعد الإعدامات بات أداة سياسية وأمنية لإدارة الأزمات الداخلية، في ظل انسداد الأفق السياسي وتزايد الضغوط الداخلية والخارجية.











